خواطر , استوقفتني أية , مقالاتي , "وذكــّر", صفحة من التاريخ , فلسطيني

الاثنين، 17 يناير 2011

طلع البدر علينا




نظرات مترقبة وقلوب متلهفة منتظرة .. الثواني عندها بالساعات بل بالأيام تعدها دقة بدقة .. لا أدري كيف مضت ليلتها لعل القمر كان رفيق الجميع حينها والسماء كراسة المحبين .. ففي الصباح الأشواق حلقت لكن لم تسافر بعيدا خوفا من أن تتزاحم على مكانها عشرات الأشواق المكبوتة .. ترى طفلا ترى عبدا ترى حرا ترى أمة ترى شيبا .. ترى هنا جموع أعينهم صوبت نحو اتجاه واحد .. تصغر بضم جفونها لترقب القادم البعيد علها تجد شعاع نور في صحراء قاحلة يروي ظمأ عينيها .. فالدموع مرواها ولله درها من دموع تلك التي تسكب عند لقيا الحبيب .. تروي ظمأ القلوب لـــحظها من رؤيته .. فينطق القلب فرحا بعد ظلام ليله وينشد عاليا ..طلع البدر علينا ..

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم ..

ذلك مشهد لا أستطيع الا أن أتخيله وأراه بتخيلي المحدود بهذه الكيفية ، وإن كانت قد تغيره بعض التفاصيل .. لا أعلم ربما من منع الشيء غرق في تخيل جزيئاته وابتعد عن حقيقته وأبعاده .. ربما نحن هكذا في كل عام لكن لا نلام .. فالشوق أضنانا والحال صعب علينا .. وهذا الذي جعلني أرجع لأصل ذكرانا .. رحلة أمروا بها ربانيا .. ترك البلاد والأموال والجاه والعز .. تعب ونصب ..وكله سرا وإلا فالتعذيب يتلقاهم .. مجتمع جديد بكل أحواله ينتظرهم .. صحيح هذا ظاهرا لكن في حقيقة أمرهم .. فئة غلًبت دينها على شهواتها وطبعها فثبتت .. قلة أخرجوا فأنشؤوا دولة وانتصرت .. اتبعت تعاليم دين نبيها ومن قبل أمر ربها ففازت .. آمنوا وهاجروا وقاتلو وقتلوا وأوذوا في سبيله .. والله وعد الذين آمنوا وعملو الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى الله ... 
إذن هي هجرة فتمكين .. ونحن لا هجرة لنا من مكة الى المدينة بعد الفتح ولكن جهاد ونية .. والأعمال أساسها النيات والجهاد والأمة تنتظرنا نحن أتباع محمد ..
 فلنقتف أثر الرسول ونتبع خطوات هجرته لعلنا نجد فيها الدليل بعد أن حدنا عن الطريق واهتدينا بغير هدي المبعوثين .. لعلنا نفرح قلب نبينا بإشراقة أعمالنا يوم نراه مستبشرين فرحين يوم الدين ..ان شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق