خواطر , استوقفتني أية , مقالاتي , "وذكــّر", صفحة من التاريخ , فلسطيني

الاثنين، 17 يناير 2011

بين الأنا والنحن ..


بين الأنا والنحن ...

في هذا المجتمع يعيش أفرادا يشكلون مجتمعات كبيرة.
والشريعة الاسلامية نزلت بمنظومات قيم لصالح الفرد .. لكن يجب أن يتم تفعيلها في مصلحة المجتمع
وإن أكبر أخطاء الأمّة هو انها قد عادت من منظومة القيم الجماعية إلى الفرديّة و الأنانيّة
ولهذا الحديث دلائل .. وله قرائن .. وله نتائج
فالوادي الّذي ذهب إليه الخليل كان وادياً مقفراً أجرداً إلّا أنه قد تكوّنت فيه مجموعة من القيم فكان هذا المكان منطلقاً للرسالات و منها الإسلام ،
 الّذي استطاع اتباعه أن يقيموا شريعة الله في الأرض و أن يعمروها بما أمرنا الله بالحق
 و عندما رفع سيدنا إبراهيم عليه السّلام قواعد البيت كان أيضاً قد رفع قواعد القيم لنسمو بها في النهوض بما أمرنا الله به




 والشريعة تطلب من الفرد ... إذا دعوتم فعمّموا لأنه فد لا تكون أنت بحدّلذلك،فيُستجاب دعاءك بسبب من تدعو له فضلاً عن الأجر الكبير لمن دعا لأخيه في الغيب.

والإنسان في البيئة الصّالحة ولو كان سيّئاً فإنه يترقى من الأسوء إلى الأقل سوءاً و من الأقل سوءاً إلى الاستواء و من الاستواء إلى الحسن و من الحَسَن إلى الأحسن لذلك يجب أن يعيش في بيئة وتكون صالحة لا أن يكون انعزاليا فرديا أنانيا . 





ومعاصي 
الكبائر ليست فرديّة بل هي جماعيّة فكلّ منها لا بدّ من أن تضرّ بالمجتمع كما تضرّ الفر
د

فمنظومة القيم والعبادات
 هي الوسيلة التي يمكن أن نقوم من خلالها أن نعيد الشّمل لجماعة المسلمين لنحوّل حالة الفرديّة التي تسودنا إلى الجماعيّة

إن من عظمة ديننا أنه جمعنا من دون أرحامٍ بيننا.

انظروا إلى المجتمعات الغربية، لا ينكر أحد أنّهم قد تقدموا علينا كثيراً من النّاحية المادّيّة،و نحن تخلّفنا عندما تركنا ديننا،



 فيقول آرنولد تويمبي : درست 52 نوعاً من المدنيّة انهارت كلّها عندما انهار الجانب الخلقي.
 فحضارة فارس و الرّوم بعد أن تلاشى الجانب الخلقي انهارت هذه الحضارات و كذلك الحضارة العربيّة الإسلاميّة بعد 1000 سنة تقريباً تحوّلت النّحن إلى أنا و تخلّينا عن المنظومة الخلقيّة العظيمة الّتي أتى الإسلام بها،
 إذاً فالعبرة بالتّمسك بالقيم و تطبيقها و كيف لنا أن نبشّر من لم يتمسّك بمنظمومة القيم بالنصر فالشّيوعيّة عندما تركت منظومة القيم كلّها زالت دولتهم خلال70 سنة ، و هذه المدّة لا تساوي شيئاً في حياة الأمم فهي ليست إلا جيلاً واحداً بالكاد.
فالمسلم بين إخوانه المسلمين يظهر الخير الكثير .

- - ملكات النّاس تختلف لذلك يجب أن نوحّد جهود كل هؤلاء مستخدمين المقدرات الّتي أعطاها الله لهم ضمن بوتقة الإسلام فنكون كالأواني المستطرقة الّتي تتصل ببعضها البعض بأنبوب واحد و هي ذي أشكال مختلفة إلا أنّها تملئ بسائلٍ واحد ولو صببته في أي منها فيصبح السّائل في كلّ هذه الأنابيب و الأواني في مستوىً واحد فكلّ منها يعطي للآخر فالصّحيح يعطي للسقيم و الغني يعطي للفقير و الجريء الشّجاع يعين الحيي و الصّبور يعين الجَزِع و هـــــكذا ........

صحيح أننا نعتزل النّاس في المنكرات الّتي يصنعونها لكنّ الإسلام لم ينشئ انعزاليّاً فبمجرّد أن تقوى شوكته ينطلق المسلم ليبلّغ و ينخرط في كلّ المجالات و لو انعزل المسلم عن المجتمع لكانت هذه مصيبة و تركاً لذوي الشّرور أحراراً فمنذا الّذي يقاومهم فبعد فترة لابدّ من أن ندخل في كل المجالات لأن العمل الجيّدة تطرد العملة السّيّئة و كأس الماء العكر إن سلّطنا عليه الماء الصافي و لو بقطرات قليلة لا بدّ من يأتي وقت ليصبح نقيّاً


يجب أن نخالط النّاس و نصبر على أذاهم : فقيل لعمر بن الخطّاب هناك رجل لا تعرض له الفتن و يعبد الله و رجلٌ تعرض له الفتن و يعبد الله فقال الثّاني من الّذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لذلك يجب أن نخالط النّاس و نصبر على أذاهم
- لماذا لا تتحول الأنا إلى جماعة فننصهر جميعاً في بوتقتها


كما يقول الأستاذ محمد قطب: " لا يكون الإنسان فردًا خالصًا، ولا يكون أيضًا جزءًا منبهمًا في كيان المجموع"


وصيّة :فلنصل الرّحم فهي تتصل بموضوع الجماعة ولو كانت هذه الصّلة بأي من الطّرق


برنامج المبشرات
حلقة بين الأنا والنحن
الشيخ العالم الدكتور عمر عبد الكافي

ملاحظة :ما كتب بالاحمر فهو من اضافاتي وما كتب بالاسود فهو من كلام الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق