مسلمون ولكن ..

مسلمون ولكن...

في ضوء ما يجرى مؤخرا من أحداث تتناقلها وسائل الإعلام،ومن قضايا وأخبار وقصص عن مسلمين نجهل حقائقهم وتاريخهم،و لا نعرف عنهم إلا الإسم فقط ،وجب على بعضنا إن لم يكن كلنا أن يعرف عنهم وأن يكشف للناس أجمع عن أحوالهم لما نشترك به معهم من معاني الإنسانية ومن قبل إخوة الإسلام وأننا وهم أصحاب قضية ...


رحالنا لهذا اليوم الأول من رحلتنا، ستحط في الشرق الأقصى من العالم، شرق الصين أو ما يعرف بـ
" تركستان الشرقية"...

*بطاقة تعريف :

مساحتها 1.8 مليون كم مربع تقريبا
أي ما يعادل خمس مساحة الصين بعد أن احتلتها الصين وضمتها لها.


عدد سكانها يزيد على (25) مليون نسمة.
95% منهم مسلمون
يتشكلون من أجناس مختلفة:
كالأيغور شعب المنطقة الأصلي ذو الأصول التركية وهم يشكلون غالبية الإقليم ، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، أما غير المسلمين كالبوذيين

فهم 5%،
لكن بعد الاحتلال الشيوعي في عام 1949 انخفض نسبة المسلمين بسبب التهجير و"التصيين"،
من 95% إلى 56% عام 1982، والبوذيون من 5% إلى 44% !!!!!.


وصل الإسلام إلى تركستان - بصفة عامة- في خلافة "عثمان بن عفان" (رضي الله عنه).
بيد أن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان" على يد قائده الباسل
"قتيبة بن مسلم الباهلي".


شعب هذه المنطقة الأصلي هو قبائل الايغور المسلمة ذو الاصول التركية،
وقد توطد الاسلام فيها بعدما اسلم الخان "ستاتول بوغرا" والذي أدى إسلامه الى اعتناق مليون عائلة في تركستان الإسلام،فحكمهم وشكل دولة اسلامية عظيمة، ولعبوا دورا هاما في نشر الاسلام بين القبائل غير المسلمة.






*حقائق تركستانية:

أما عن علاقتهم مع الصين فقد اتخذت طابع الكر والفر::

  تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون.

انهارت أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1949 بالصين الشيوعية.

قام الإيغور بعدة ثورات مثل ثوراتهم في عام 1933 و1944 نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة.

أُخضع الإقليم في النهاية لسيطرة الصينيين ودفعوا إليه بعرق "الهان" الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الإيغور السكان الأصليين.

بدأت السياسات القمعية والتطهير العرقي والاستيطان من الصين للأقاليم الإسلامية من وقتها وخصوصا تركستان بهدف إحداث خلل في التركيبة الإسلامية فيها.
أصبح هناك ما يقارب على 38% مهاجرين صينيين شجعتهم الحكومة وأعطتهم وظائف حكومية وأراضي واسعة هناك .

تم أيضا إغلاق 10 آلاف مسجد من أصل 21 ألف، وطبقوا قانون الأحوال الشخصية والذي يخالف بعضه أحكام الشريعة الإسلامية .

تم استغلال مناطق شاسعة في إجراء التجارب النووية، حيث تستغل إحدى هذه المدن مثل (كشغر) في إجراء هذه الاختبارات فوق سطح الأرض ، فمنذ عام 1964 نفذت الحكومة أكثر من 40 تجربة نووية بدون أدنى اعتبار لتأثيرها على السكان والبيئة.

"تركستان": مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك،
ويحدها
من الشمال روسيا، ومن الغرب قازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان، ومن الجنوب باكستان والهند، ومن الشرق الصين، ومن الشمال الشرقي منغوليا..

*"أيها الشاب، اذهب غربا تجد العسل والذهب":

150 ألف كم مربع تبلغ مساحة الأراضي الزراعية وفيرة الإنتاج فيها .

600 مليون طن ما تمتلكه من الفحم عدا عن 2 تريليون الاحتياطي الذي يبلغ نصف احتياطي الصين بأكمله

وعدا عن احتياطي البترول الذي ينافس احتياطي الدول العربية .

6 مناجم لأجود أنواع اليورانيوم.

56 منطقة يتم استخراج الذهب منها.

550 موقع لمناجم الحديد

عدا عن مناجم الملح والكريتال والمعادن الملونة.

.
.

.

لكن المحنة الشديدة والفقر والظروف الصعبة هذا ما يعيشونه هناك في أرضهم،ومع هذا فهم شعب عظيم،دافعوا بضراوة عن حضارتهم وتمسكوا بصفاء عقيدتهم مع كل الصعاب التي يواجهونها والسياسات المتبعة في إحلال الصينيين محل سكان البلاد الأصليين.

فالذي يحثون عليه الشباب الصيني للهجرة لتركستان يتلخص في مثلهم القائل:

"أيها الشاب، اذهب غربا تجد العسل والذهب".