بداية القصة
هذه القصة تشبه واقعنا كثيرا بسبب توحد المكان والتشابه في عدد الخيانات الكبير واعداد الجيوش ، لكنها عجيبة من حيث تقلب الأحداث من انهزام لانتصار بسرعة كبيرة جدا لا يتصورها عقل .
وسنن لله على الكون قائمة ،فلا بد ان ما نواجهه من ظلم وإبادة سيقلب الى انتصار ان اخذنا بأسباب النصر كما أخذها من قبلنا ، ولا نلتفت لحجم الظلم وكمية الدماء والإستبداد غير المعقول ،
فلن يكون هناك أسوأ من التتار .
ولنبدأ بمكان وزمان الأحداث ::
**ظهرت قوة التتار في بداية القرن 7 هجري ، وكانت القوى المؤثرة في الأرض حينها :
1.قوة الإسلام :
*المساحات الإسلامية كانت تقترب من نصف المساحات المعمورة في الدنيا
حيث كانت تبدأ حدودها :
غرب الصين لتصل الى غرب اوروبا (الأندلس) عبر آسيا وإفريقيا.
*مصر ، الشام ، حجاز ، اليمن :كانت اقاليم في ايدي الأيوبين : لم يكونوا على شاكلة صلاح الدين الأيوبيّ قسمو تلك المنطقة إلى ممالك متناحرة ( دولة الأيوبيين ) .
*بلاد المغرب الأندلس : دولة الموحدين ( من ليبيا شرقا إلى المغرب غربا ومن الأندلس شمالا إلى وسط افريقيا جنوبا ) كانت فيما سبق دولة قوية جدا مترامية الأطراف ومع ذلك في أوائل قرن 7 هـ كانت موقعة العقاب الشهيرة التي قضت على دولة الموحدين .
*دولة خوارزم تسيطر على شرق اسيا من غرب الصين إلى اجزاء كبيرة من ايران غربا وبينها وبين العباسيين (مكائد وحروب كبيرة) ومع السلاجقة ايضا والغوريين و الأتراك ايضا .
*الهند تحت سلطان الغوريين .
*وسط اسيا (منطقة فارس) شمالية و شرقية و جنوبية (للخوارزميين) ..
الجزء الغربي الملاصق للعراق تحت سيطرة الإسماعيلية أخبث طوائف الشيعة تخلط الدين بالفلسفة أبناء المجوس ينكرون الرسل ، اهم مطالبهم السلطان والملك (يثيرون القلاقل والإنقلابات ) .
* منطقة الأناضول (تركيا) تحكمها سلاجقة الروم ، يرجعون اصلهم إلى الأتراك ، وكان لهم جهاد وتاريخ عظيم خصوصا القائد ألب أرسلان ، لكن احفادهم الذين حكموا كانوا على درجة شديدة من الضعف .
(((كل هذه المساحة من الأمة كانت تحكمها الخلافة العباسية فكانت في فرقة شديدة ، وتدهور في الحالة السياسية بعد 500 سنة من قيامها، وأصبحت لا تسيطر إلا على جزء من العراق (وسطها و جنوبها ).
لم يكن لهم هم إلا جمع المال و توسيع مدن السلطان (الإستمرار أطول فترة ممكنة على الكرسي) ، و تمكين أفراد العائلة من رقاب الناس.)))
عاشوا في ترف ، معاصي ، ذنوب ، قتل ، ظلم (والسنة الكونية تقول من كان شاكلته هكذا لا بد من استبداله .))
فكانت لا تصلح هذه الحياة التي كانوا يعيشونها لعامىّ من عوام الناس فكيف بحاكم ؟؟
2.القوة الثانية في الأرض (الصليبين)
المساحة:
معقلهم (غرب اوروبا)
انجلترا فرنسا المانيا ... مشغولين بحملاتهم الصليبية
اسبانيا برتغال ... حملات على الأندلس
*الإمبراطورية البيزنطية:
(الرومانية الشرقية) (الرومانية (الرومانية الغربية)
*ارمينية شمال فارس غرب الأناضول .
*دولة الكرج (جورجيا الأن)
*الامارات الصليبية (انطاكية ، عكا، طرابلس ، بيروت ) في الشام وفلسطين وتركيا .
والقوة الثالثة التي فرضت نفسها و أظهرت قوتها وغيرت خريطة العالم في النصف الأول من القرن السابع هجري هي التتار .
3.التتار :
أول ما ظهرت في منغوليا (شمال الصين) 603 هـ تقريبا ، أول زعمائها جنكيز خان وهي كلمة تعني قاهر العالم او ملك ملوك العالم واسمه الأصلي تيموجين كان سفاحا للدماء ولكن كان قائد عسكري شديد البأس ويجمع الناس حوله ،وسرعان ما أنشأ مملكته من كوريا شرقا الى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربا ومن سيبيريا شمالا الى الصين جنوبا ( 9 مليون كم مربع تقريبا الصين وحدها )
*التتار والمغول اسم يطلق على القبائل ظهرت نشأت في شمال الصين في صحراء جوبي .
*التتار هم اصل القبائل لهذه المنطقة فيها جاءت المغول وأيضا الترك والسلاجقة وغيرهم ، وعندما سيطر المغول على هذه المنطقة سموا باسم المغول .
*دينهم: خليط جمع من الإسلام و المسيحية و البوذية : أخرج كتاب من تأليفه اسمه الياسق أو /
الياسك / الياسة .
تتميز حروبهم :
* بسرعة انتشار رهيبة .
*ملايين من المقاتلين ، اعداد ضخمة .
*نظام محكم / ترتيب عظيم .
*قيادة عسكرية بارعة جدا .
*تحمل ظروف قاسية : يقاتلون في حر و برد وصحراء و أدغال مهما كان .
*حروب تخريب
"وكأن قصدهم افناء النوع وابادة العالم لا قصد الملك والمال " كما الموفق عبد اللطيف في كتابه خبر التتار .
صفاتهم :
*رفض قبول الأخر (مبدأ القطب الواحد) لا تعامل مع الاخر .
*لا عهد لهم مطلقا .
*في الظاهر ينادوا بإقامة الدين ونشر العدل وتخليص البلاد من الظالمين .
*زمان الأحداث :
في اواخر القرن السادس الهجري : القوة
583 انتصار معركة حطين
بعدها بثماني سنوات انتصر المنصور الموحدي على نصارى الأندلس في موقعة الأرك 591
اوائل القرن السابع الهجري : كان الضعف ..
والفرق بين هذا وهذا لم يكن الا 10 – 20 سنة ... على الرغم من انتصار حطين والأرك
هذا مشهد عام للوضع في اوائل ذاك القرن ..
أما
الأحداث ..فهي كبيرة .. تأتيكم المرة القادمة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق